لو كنت أعلم أن الحلم يجمعنا, لأغمضت طول الدهر أجفاني..

لو كنت أعلم أن الحلم يجمعنا, لأغمضت طول الدهر أجفاني..



لو كنت أعلم أن الحلم يجمعنا
لأغمضت طول الدهر أجفاني..
اشتقت إليك و تمنيت رؤيتك..
أبحث عنك في الطرقات
و بين سائقي السيارات..
ألتفت يمنة و يسرة باحثة عن عينيك..
لكني لم يقدر لي أن أراك..
اشتقت إليك و تمنيت رؤيتك..
فقررت أن أغمض عيني لأراك..
فقررت أن أترك الحقيقة لهواك..
و هكذا فعلت..
أغمضت عيني و أطبقت أجفاني ليجمعني الحلم بهواك..
باحثة عنك..
عن عينيك الزمردية
عن شفاهك الوردية
و عن وجنتيك الرجولية..
ها أنت .. ها أنت حبيبي, ها أنت
هناك واقفاً على طرف الشبك الحديدي
ظهرك للمارة
ووجهك متجه للبحر المديد
باحثاً في أمواجه عن شيء بعيد
هنا.. أنا هنا حبيبي.. لا تبحث عني في البحر و مياهه
أنا هنا خلفك..
لكن ما أرى؟؟
التفت حبيبي نحوي..
و الكأس في يدٍ و سيجار في الأخرى..
لم حبيبي, ارمي كأس الخمر و هذا السيجار..
فأنا هنل معك..
ابتسم بأسنانه التي اكتشحها سواد الدخان..
أنتِ و أنا و كأسي و سيجاري هنا..
مالي أن أتمنى غير هذا..
فشهوات الدنيا كلها معي..
أمام بحر أغرق جميع الأحزان..
حبيبتي اقتربي مني.. قالها و الكأس تتأرجح هنا و هناك و النبيذ على الشاطئ ينسكب..
شهوات الدنيا كلها معه..
أنا و هو و كأس و سيجار
أمام بحر أغرق جميع الأحزان..
يالفرحتك يا قلبي
يا بحر, يبدو أنك اليوم أغرقت كل الأفراح..
و سرقت كل الضحكات..
مالك يا بحر اليوم كالسلطان اللئيم
خطفت مني حبيبي
و أبدلتني وحشاً بكأس و سيجار
وحش يريد شهوات الدنيا كلها معه
ليتني لم أغمض عيني لأراك..
ليتني لم أطبق جفوني بحثاً عنك..
ليتني تركت الحلم لك
و أقنعت نفسي بأنك شيء من الا وجود
ليتني ليتني..
ليتني لم أرك..
حاملاً الكأس و السيجار