النمو اللغوي:
يعرف بياجيه اللغة بأنها “ماهي إلا إشارة للبنى المعرفية القائمة لدى الأطفال “(قطـامي ، 200 م) ،
ويعتبر النمو اللغوي في أسرع مراحله في الطفولة المبكرة ويساعد النمو اللغوي الطفل على التعبير عن ذاته
وتكوين العلاقات الاجتماعية والتفاعل مع المحيطين به كما يسهل النمو العقلي والمعرفي للطفل . فاللغة هـي
نتاج النمو العقلي ودليل عليه، تق ول ( العناني وآخرون ، 2002 م ):“اللغةوثيقة الصلة بالفكر ،فرؤية المكتـوب
باعث على التفكير والتفكير يتبعه تعبير أي تتبعه لغة،واللغة هنا تصبح ً سببا ونتيجـة للتفكيـر فـي الوقـت
ذاته،ولكن ينبغي ألا ننسى أن التفكير هو الأساس الذي ينظم اللغة “ولذلكيمكن القول بأن الطفل لا يمكنه أن
يعكس على شكل لغة سوى الأشياء والأفكار الممثلة في ذاكرته فهو لا يستطيع أن يستعمل كلمات أو جمـل
ذات معاني أبعد من مستواه المعرفي ، أي أن هناك ترابط كبير ً جدا بين النمو اللغوي والمعرفي ،ولذلك يقول
( علاونة، 2002 م، " ):209 ولشدة الارتباط بين ه ذين الجانبين من التطور يعتقد بعض العلماء أنهما في الحقيقة
موضع أكاديمي واحد ". وهذا واضح فكلما زاد نمو الطفل ً عقليا نجد أن فهمه للكلمات يزداد ، كما أن الكلام
مؤشر على النمو العقلي . يقول ( الهنداوي، 2002 م ):“فالطفلالذي يتكلم ً أولا يكون أذكى من الطفل الذي فـي
عمره ويتأخر كلامه ويرتبط التأخر اللغوي الشديد بالضعف العقلي ".
يرى بياجيه أن هذه المرحلة تتميز بحديث الطفل عن ذاته وتمركزه حول ذاته في الحديث بل حتـى مـع
وجود الأطفال قد يتحدث مع ذاته إذا لم يجد من ينصت إليه ،فيقول ( قطامي، 2000 م ):“إنبياجيه يـرى أن
حوالي %50 من حديث طفل السادسة متمركز حول ذاته ".
في حين يرى فايقاتسكي أن حديث الأطفال لا يدل على تمركزهم حول ذواتهم ،كما أنه ليست مجرد
وسيلة تواصل بل تعم ـل كوسيط لحل المشكلات . يقـول ( الغامدي، 2000 م ):" إن نشاط الأطفال الظاهر عند
حل المشكلات لايقتصر على ال قيام بأفعال ظاهرة بل يشمل الحديث للذات، ويـزداد الحـديث كلمـا زادت
المشكلات ً تعقيدا “ولذلكفحديث الأطفال في نظر فايقاتسكي ما هو إلا وسيط لحل المشكلات حيـث يخطـط
الفرد لحل المشكلة من خلال الحديث للذات،وتمـر اللغة كوسيط لحل المشكلات بمرحلتين هما:
-1 مرحلة الحديث الوصفي:
وهي أقل درجة في التخطيط ،حيث يصف الفرد ما يقوم بفعله خـلال
الفعل لحل هذه المشكلة ،فالأطفال الصغار يصفون رسمه خلال الرسم ولكـن لا يـسمون مـا
يرسمون إلا بعد الانتهاء منه.
-2 الحديث الذاتي التخطيطي :
في هذه المرحلة يقوم الفرد بوصف ما سيفعله لحل هذه المشكلة مما
يعني زيادة في النمو العقلي وقدرة على التخيل والتجريد ً ،فمثلا الأطفال الكبـار يحـددون مـا
سيرسمون قبل رسمه .(الغامدي، 2003 م ).
ويرى فايقاتسكي أن هناك علاقة بين اللغة والتفكير والمجال الاجتماعي الذي يوجد فيه الطفل بينما
يرى بياجيه أن اللغة تعبر عن البنى ال معرفية الموجودة لدى الطفل ولذلك فهو يرتبط ً ربطا ً وثيقا بين تطـور
اللغة والنمو العقلي المعرفي. يقول ( قطامي، 2000 م ):“ويفترضبياجيه أن مراحل التطور اللغوي هي مشابهة
لمراحل النمو المعرفي “ولذلكفمرحلة الطفولة المبكرة والتي تعرف بمرحلة ما قبل العمليـات فـي ال نمـو
المعرفي عند بياجيه يقابلها عنده في النمو اللغوي مرحلة ما قبل العمليات اللغوية وتشمل على مرحلتين هما:
-1 مرحلة ما قبل المفاهيم :
حيث تس تدخل الخبرة على صورة رموز لتـوافر الإمكانـات اللغويـة
المناسبة لديه.
-2 مرحلة التخمين والحدس
: مرحلة الروضة وهي فترة مناسبة لتطوير الإمكانات اللغويـة لـدى
الطفل،حيث يظهر في هذه الفترة الوظيفة الدلالية للرموز، فيتمكن من إطلاق دلالة شيء ما على
شيء آخر .(قطامي، 2000 م) يتحدث الطفل في هذه المرحلة مع العصا ويعتبرها حصان ،ويتكلم
على الباب بسبب أنه اعترض طريقه ( تأثير الإحيائية) مما يدل على تطور القدرة اللغوية للطفل.
كذلك يتمكن الطفل من تكوين علاقات اجتماعية مع أقرانه من خلال اللغة ً متخلصا ً نوعا ما من
الحديث الذاتي والذاتية التي تم الإشارة إليها على أنها من مظاهر النمو العقلي المعرفـي فيمـا
سبق.
ويتأثر النمو اللغوي باختلاط الطفل بالر اشدين وبتوفر وسائل الإعلام وبالجنس ،فالبنات أسرع مـن
البنيين ً تكلما وأحسن ً نطقا كما يساعد في تطور اللغة تفاعل الطفل مع البيئة المحيطة به.
ويبدأ الطفل في هذه المرحلة وعمره عامان وحصيلته اللغوية ) (446 كلمة وحرف وينتهي وحصيلته
) (2567 كلمة وحرف وعمره ستة أعوام.
في حين يشير ) (Santrock,1989 إلى أن الطفل إذا بلغ السادسة من عمره يكون محصلوه اللغوي مـن
الكلمات ما بين ) 8000 إلى (14000 كلمة والفرق يعود الى الفرق بين البيئة العربية والبيئة الامريكية مـن
حيث توفر وسائل تربوية ومحفزات تساعد على زيادة النمو اللغوي.
كلما زاد عمر الطفل يزداد طول جملته اللغوية . فدليل الكفاءة اللغوية للطفل هي مقدار ما يـستخدم
من جمل مكونة من أكثر من كلمة ،كما يقول ( الزعبي، 2001 م ):فكلما كانت جملته أطول ،يعد ذلك ً مؤشـرا
لكفاءاته اللفظية،فالجملة المكونة من كلمتين تعد ً تحسنا في فعالية اتصال الطفل،كما أن تقدم الطفل في استخدام
الجمل ذات الكلمات الثلاثة أو الأربعة يعد ً تنوعا في بنائه اللغوي والمعرفي.
عندما يصل الأطفال سن الخامسة أو السادسة ( نهاية مرحلة الطفولة المبكرة) تقترب لغتهم بشكل كبير من
لغة الراشدين إذ يستطيعون أن يكونوا كافة أنواع الجمل المعقدة وإن لم يفهموها. ( علاونة، 2002 م، ).223
النمو الخلقي:
إن تعلم القيم الاجتماعية والقدرة على التطبيع الاجتماعي من خلال التنشئة الاجتماعية والتمكن من
قواعد الخلق والتي تعمل على نمو الجانب الخلقي عند الفرد هي من اه
ات مدرسة التحليل النفسي ،حيث
يشير فرويد إلى أن نمو الأنا الأعلى في مرحلة الطفولة المبكرة والتي تهتم بالصواب والخطأ،وإن كان الطفل
في هذه المرحلة وحسب نموه العقلي والذي ?? مر معنا أنه في الفترة من ) 4 -2 سنوات) ما قبل المفاهيم ومـن
) 7 -4 سنوات) حدسي ، أي في كلا المرحلتين يعتمد على الحواس في المعرفة ،ولذلك فهو لا يعـي المفـاهيم
المجردة للصواب والخطأ،ولذا ينصح في تربية الطفل أن تتم إكسابه القيم والمعايير من خلال الفعل وليس من
خلال القول،وكذلك فقد قيل أن أفضل قاعدة لتعليم السلوك الأخلاقي هي أن نقول للطفل أفعل كما نفعل وليس
افعل كما نقول، وذلك لأن الطفل يتعلم من المحيطين به ومن أفعالهم أكثر من أقوالهم . ويـشير ( الجـسماني ،
1994 م ):الى ذلك بقوله “وهناينهي المربون عن التذبذب في الأوامر والنواهي “ويعنيذلك عدم زجر الطفل
عند فعل سلوك في يوم والتسامح معه لنفس السلوك في يوم آخر . والطفل في هذه المرح لة يفعل الصواب أو
يتجنب الخطأ دون معرفة لماذا توصف بعض الأعمال بالصواب والأخرى بالخط أ. ( أبـو حطـب ، 1999 م،
. ( 243
اهتم العالم السويسري “كولبرج“بنموالتفكير الأخلاقي وطور نظريته فـي قيـاس نمـو التفكيـر
الأخلاقي ً معتمدا على النمو المعرفي لبياجيه . يقول ( الغامدي،الموقع ):“يمثلالنمو المعرفي من وجهة نظـر
كولبرج ً شرطا ً ضررويا غير كافٍ لنمو التفكير الأخلاقي ، والذي يعني ً تغيرا في فهم الفـرد لمبـدأ العدالـة
وبالتالي في قراراته الأخلاقية ".
كولبرج لم يحدد مراحل زمنية معينة لنمو التفكير الأخلاقي ،فالتفكير الأخلاقي في نظره يعتمد على
التغير في البنية المعرفية للفرد ، فقد يصل الفرد إلى مرحلة المراهقة وهو لا يزال في مستوى أخلاقية ما قبل
العرف ))The Pre –Conventional Morality وحسب تطور البنى المعرفيـة للفـرد يتطـور تفكيـره
الأخلاقي ً تبعا لذلك . ولكن في العموم فطفل الطفولة ال مبكرة وبالأخص مرحلة رياض الأطفال ) 5 -3 سنوات)
(Punishment and يكون في مستوى ما قبل العرف المرحلة الأولى والتي تعرف بأخلاقية العقاب والطاعة.
حيث ترتبط الأحكام الأخلاقية في هذه المرحلة بقواعد السلطة التي ينظـر إليهـا obedience Morality)
كمقدسات يحتم كسرها ال عقاب. ولذلك فإن طاعته ً فرضا ً أخلاقيا في حد ذاته كنتيجة لإدراك أو خبـرة الفـرد
للعقاب المترتب على انتهاك هذه القدسية وليس لإدراكه لأهيمـة الأهـداف الاجتماعيـة لهـذه القواعـد .
( الغامدي، 2001 م .)
فالطفل في الروضة تجده يفعل أو لا يفعل السلوك ً بناءا على مبدأ الخشية من العقـاب أو الـ ـرغبة فـي
الحصول على ثواب