مبارك وتوريث الرئاسة في مصر
مبارك في واشنطن لبحث سبل احياء عملية السلام في الشرق الاوسط
صحف الثلاثاء في بريطانيا تنوعت اه
اتها حيث تناولت زيارة الرئيس المصري حسني مبارك للولايات المتحدة، والشأن الفلسطيني، وتوابع تجاوز عدد الضحايا البريطانيين في أفغانستان لرقم 200 وغيرها من القضايا.
ففي صحيفة الفايننشال تايمز تقرير عن زيارة الرئيس المصري حسني مبارك الى العاصمة الأمريكية واشنطن تحت عنوان "ارتباك إزاء القاهرة" ويقول عندما يلتقي الرئيسان مبارك وأوباما اليوم في واشنطن لبحث عملية السلام والقضايا الاقليمية والدولية فان كلاهما يعلم ان هناك مسألة أخرى في الخلفية وهي الرئيس القادم لمصر، والذي سيكون عليه التعامل مع مجموعة من المشاكل المحلية المتراكمة.
وأوضحت الصحيفة ان هذه المشاكل تتمثل في ان 40 بالمئة من المصريين يعيشون عند او تحت خط الفقر وانه يجب خلق 650 الف فرصة عمل سنويا في مصر لاستيعاب العمالة الجديدة وليس لتقليص حجم البطالة القائمة.
وأشارت الصحيفة الى ان مبارك دأب على رفض تعيين نائب كما يرفض التكهنات القائلة انه يعد نجله الأصغر لخلافته. وجمال رجل بنوك سابق وهو عضو بارز في الحزب الوطني الحاكم حاليا واحدى القوى المحركة وراء الاصلاحات الاقتصادية خلال السنوات الخمس الأخيرة.
ونسبت الفايننشال تايمز الى عمرو الشبكي من مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية القول "منذ أيام محمد علي والمصريون يعرفون دائما من سيكون الحاكم المقبل، فخلال العهد الملكي كان هناك ولي العهد وأثناء الجمهورية كان هناك نائب الرئيس.
وقد طرحت قضية الخلافة نفسها مجددا خلال الشهور الأخيرة عندما تردد ان هناك خططا لحل البرلمان وإجراء اتنتخابات مبكرة فيما صعدت السلطات حملتها ضد جماعة الاخوان المسلمين المحظورة.
ورغم نفي الرئيس مبارك فان المصريين يعتقدون ان جمال يستعد لخلافة والده رئيسا للبلاد.
وترجع التكهنات حول مبارك الابن الى قبل عقد مضى عندما بدأ يلعب دورا أكبر في الحزب الوطني الحاكم وفي عام 2002 شكل لجنة السياسات التي باتت تلعب دورا كبيرا في الحزب.
ونقلت الصحيفة عن محمد حبيب نائب مرشد جماعة الاخوان القول "شهدنا مؤخرا تسارع وتيرة الأحداث فعندما تكون هناك انتخابات على الأبواب تسعى السلطات الى وقف اي نشاط سياسي واسكات المعارضين".
وينفي محمد كمال وهو مسؤول في الحزب الوطني الحاكم ما يتردد عن وجود فراغ في السلطة قائلا "يوجد رئيس وهو لم يكمل مدته ومن السابق لأوانه بحث هذه القضية".
وفي الوقت الراهن لا يوجد في المشهد السياسي أحد غير جمال مبارك كخليفة محتمل لمبارك الأب فصعوده في الحزب الحاكم وتركيز وسائل الاعلام للضوء عليه ترجح ان هناك محاولة لتحقيق إجماع حوله.
ويقول المحللون ان خلافة جمال لن تثير مقاومة لدى المصريين أو غضبا جماهيريا فالمصريون لا يشاركون في اختيار قادتهم فالمؤسسة الحاكمة تتخذ القرار وفي أحسن ألأحوال يتم إقراره من خلال انتخابات.
ويرى المحللون انه في حالة عدم اختيار جمال مبارك فان القادم حتما سيكون من داخل الحزب او المؤسسة العسكرية ولن يكون هناك تغيير سياسي او اقتصادي في مصر كما سيتم الحفاظ على العلاقات مع أمريكا وإسرائيل كما هي.
ولكن السؤال الحقيقي المطروح على الساحة هو هل تقبل المؤسسة العسكرية بجمال مبارك، ويعتقد بعض المحللين ان المنافس الأرجح له سيكون عمر سليمان مدير المخابرات.
والرأي السائد انه اذا لم ينقل مبارك السطة في حايته فلن يحدث ذلك ابدا.
ويقول الشوبكي "مبارك لم يحاول فرض ابنه وهو يعمل بهدوء والرئيس برجماتي ويعمل وفقا للموقف".