في احدى الليالي جلست سيدة علي محطة ترام بولكلي لعدة ساعات
في انتظار ترام 2
وأثناء فترة انتظارها ذهبت لشراء كتاب وكيس من
ال
ى لتقضي بهما وقتها ,
فجأة وبينما هي متعمقة في القراءة أدركت أن هناك
شابة صغيرة قد جلست بجانبها وأختطفت قطعة
من كيس ال
ى الذي كان موضوعا بينهما . وقد قررت السيدة أن
تتجاهلها في بداية الأمر,,
ولكنها شعرت بالأنزعاج عندما كانت تأكل ال
ى
وتنظر في الساعة بينما كانت هذه الشابة
تشاركها في الأكل من الكيس أيضا . حينها بدأت
بالغضب فعلا ثم فكرت في نفسها قائلة
لو لم أكن امرأة متعلمة وجيدة الأخلاق لمنحت هذه
الجاسرة عينا سوداء في الحال
وهكذا في كل مرة كانت تأكل قطعة من ال
ى كانت
الشابة تأكل واحدة أيضا
وتستمر المحادثة المستنكرة بين أعينهما وهي متعجبة
بما تفعله
ثم ان الفتاة وبهدوء وبابتسامة خفيفة قامت باختطاف
آخر قطعة من ال
ى
وقسمتهاالى نصفين فأعطت السيدة نصفا بينما أكلت هي
النصف الآخر.
أخذت السيدة القطعة بسرعة وفكرت قائلة
يالها من
وقحة كما أنها غير مؤدبة حتى أنها لم تشكرني علي ما أخذت .
بعد ذلك بلحظات سمعت الاعلان عن
ل الترام " صفارة الكمسري "
فجمعت أمتعتها وذهبت الى باب عربة السيدات
دون أن تلتفت وراءها الى المكان الذي تجلس فيه تلك
السارقة الوقحة .
وبعدما صعدت الى الترام ونعمت بجلسة جميلة هادئة
أرادت وضع كتابها الذي قاربت عل انهائه في الحقيبة
وهنا صعقت بالكامل
تري ماذا حدث؟؟؟
وجدت كيس ال
ى الذي اشترته موجودا في تلك
الحقيبة بدأت تفكر
ياالهي لقد كان كيس ال
ى ذاك ملكا للشابة وقد
جعلتني أشاركها به,
حينها أدركت وهي متألمة بأنها هي التي كانت وقحة ,
غير مؤدبة , وسارقة أيضا.
كم مرة في حياتنا كنا نظن بكل ثقة ويقين بأن شيئا
ما يحصل بالطريقة الصحيحة التي حكمنا عليه بها
ولكننا نكتشف متأخرين بأن ذلك لم يكن صحيحا ..
وكم مرة جعلنا فقد الثقة بالآخرين والتمسك بآرائنا
نحكم عليهم بغير العدل بسبب آرائنا المغرورة بعيدا
عن الحق والصواب.
هذا هو السبب الذي يجعلنا نفكر مرتين قبل أن نحكم
على الآخرين ...
دعونا دوما نعطي الآخرين آلاف الفرص قبل أن نحكم
عليهم بطريقة سيئة