ُُُأنا يا بني غدا سوف يطويني الغسق
لم يبقي من ظل الحياة سوي رمق
وحطام قلب عاش مشبوب القلق
قد أشرق المصباح يوما وأحترق
جفت به آماله حتي اختنق
فإذا نفضت غبار قبري عن يدك
ومضيت تلتمس الطريق إلي غدك
فاذكر وصية لاجيء تحت التراب
سلبوه آمال الكهولة والشباب
وجريمتي كانت محاولة البقاء
أنا ما اعتديت ولا ادخرتك لإعتداء
لكن لثأر نبعه دامي هنا
بين الضلوع جعلته كل المني
وصبغت به أحلامي فوق الهضاب
وظمأت عمري ثم مت بلا شراب
كانت لنا دار وكان لنا وطن
ألقت بهما أيد الخيانة والمحن
بيدي دفنت أخالك فيه بلا كفن
إلا الدماء وما ألم بي الوهن
إن كنت يوما قد سكبت الأدمعا
فلأنني حملت فقدهما معا
جرحان في قلبي ثكل واغتراب
ولد ضاع وبلدة رهن العذاب
تلك الربوع هناك قد عرفتك طفلا
يجني الثني والزهر حين يجوب حقلا
فاضت عليك رياضها ماءا وظلا
واليوم قد داهمت لك الأحداث أهلا
ومروجك الخضراء تحني الهام ذلا
هم أخرجوك فعد غلي من أخرجوك
فهناك أرض كان يزرعها أبوك
قد ذقت من أثمارها الشهد المذاب
فإلام تتركها لألسنة الحراب
إذا جئتها يوما وفي يدك السلاح
وطلعت بين ربوعها مثل طلعة الصباح
فاهتف علي سمع الروابي والبطاح
إني أنا الأمس الذي ضمد الجراح
لبيك بيك يا وطني العزيز المستباح
أولست تذكرني ؟! أنا ذاك الغلام
من حرقوا مأواه في جنح الظلام
بلهيب نام حولها رقص الذئاب
لفت جياتي بالدخان وبالضباب
لا تبكين فما بكت عين الجناه
هي قصة الطغيان من فجر الحياة
فارجع إلي بلد كنوز أبي حصاه
قد كنت أرجو أن أموت علي ثراه
أمل ذوي ما كان لي أمل ثواه
أمل ذوي ما كان لي أمل ثواه
ما كان لي أمل ثواه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماتت أحلامي
ماتت أحلامي ولا زلت طفلا
وجفت دموعي ولا زلت أبكي
فالجوع طعامي والدموع شرابي والفقر صديق والخلا سكني
صرخات الآلاف أمثالي ضاعت مع الريح الرمل والمطر
أصحابي في كل بقاع الأرض ما حالكم باللعب والنوم والحلم
وما أملكم في هذه الحياة إذ الحياة نفسها أملي
أحقا تشبعون ولا تذكروا جوعي وتضحكون فلا تحسون ألمي
أتتبعون خطوات عصافير حبيسة كما تتبع البنادق خطوات قدمي
لا شبيه بيننا إلا امتلاك الطوب وشتان بينهما في العمل
طوبكم تداعبون به العصافير وطوبي أداعب به قدري
أنا لا أبالي أن أموت شهيدا أنا لا أهاب الموت وتهابون الظلم
ولكني لست ألوم عليكم إنما اللوم فيكم علي أولي الأمر
ألا يرحمون جرحا في قلبي أليس لديهم أطفال مثلي
أستنجد بالمسلمين فيجيب الصدي واستنجد بالله فيجيب دمعي
فكيف السلو عن هذا العذاب ودمعتي علي خدي جرح في قلبي
لقد استحيا الناصر أن يبتسم يوما والأقصي في قيود القهر
وها أنتم تست
ن هسل العيش ولا أملك إلا أن أبكي
مات صديقي الدرة في حضن أبيه فكيف لمن لا يرتمي بحضن
انهضوا يا أخوة الاسلام أرجوكم وارحموا ندبة في نداء صوتي
وإن كنتم ترون السلام لأجلي حيا فإني أري في تلك الحياة موتي
أري في تلك الحياة موتي
أري في تلك الحياة موتي