قرأت كثيرا عن القلب والكرامة حيث ان الكثير يتساءل أيهما تختار قلبك ام كرامتك ؟؟.
فترددت كثيرا وتساءلت أكثر هل القلب والكرامة شيئان مختلفان حتى يخيّر بينهما !!!
وأصبح عقلي الباطني يفكر هنا وهناك الى ان حدثني يوما وقال لي :
قلبي هو كرامتي ،،،،، لكن كرامتي ليس هي قلبي
فاحترت اكثر وجعلت ابحث واقرأ كثيرا عن القلب والكرامة فوجدت ان الأغلب يختار كرامته فقلت لما لا اختار مثلهم ؟ ولكن كيف اختار شي انا لست مقتنعة به !
فتساءلت : هل يعقل ان يكون تفكيري يختلف عن الكثير لأقول ان القلب هو الكرامة الا ان قرأت مرة إجابة من قبل شخص يقول فيها :
القلب هو الذي يجلب الكرامة .عندها اثلج صدري بقوله فقلت : اخيرا وجدت عقل اخر يشاركني بالرأي
القلب هو الذي يجلب الكرامة ،،،، اذن فقلبي هو كرامتي
عندها خاطبني عقلي بقوله :
أليس القلب هو الحب العذري الصادق والإحساس النابغ بالوفاء ؟ فأجبت بنعم
أليس التضحية هي رمز للفداء والوفاء ؟ فأجبت ايضا بنعم
أيوجد حب بدون تضحية ؟ فأجبت الحب معظمه تضحية ولا يعيش الحب إلا بالتضحية
فأجابني إذن القلب هو الكرامة ،،،، لكن الكرامة ليس هي القلب
عندها سكتُ برهة من الزمن ليعطيني عقلي جواب يقنعني فيه ان القلب هو الكرامة !
فقال لي : التضحية ... الا تعني التنازل عن كل ما يملكه الإنسان من غالي ونفيس ، وهل يوجد للإنسان أغلى من كرامته ؟
فإذا وجد القلب وهو الحب ستوجد التضحية واذا وجدت التضحية لم تعد للكرامة وجود
وهذا يعنى ان القلب لا يقارن ابدا بمستوى الكرامة حتى يخيّر بينهما
فكما ان كرامتي اغلي شي بالوجود كذلك قلبي غالي عندي ولا أعطيه الا لشخص يستحق هذا القلب
واذا أعطيت قلبي لمن يستحقه سوف أعطيه من التضحيات الشي الكثير عندها ستكون كرامتي جزء من هذه التضحيات وستصبح رخيصة أمام هذا القلب الكبير الذي ينبض بالوفاء والتضحية والإخلاص
فالحب بلا إخلاص بناءٌ بلا أساس
والحب بدون تضحية كالشمعة في الظلام من غير نور لا فائدة منها
ولا يستمر الحب ويدوم ويكبر الا بالتضحية
ولا استطيع ان أقدم التضحية الا بالتنازل ولو بالشي اليسير من الكرامة
فمثلا لو شخصا أحبني وعندما احتاج له في شي لا يقدم أي تضحية او تنازل من قبله ويقول لي أسف فكرامتي لا تسمح لي بذلك
وقتها حبه لن ينفعني وسأقول له انا أيضا آسفة فكرامتي لا تسمح لي ان أعطيك قلبي وانت لا تستحق
فالحب الصادق ليس بكلمة ينطقها العاشق فقط بل هو أفعال أكثر من كونه أقوال
الحب الصادق هو أن تضحي وتجاهد وتقاتل قتال الأبطال لكي تملك قلب الحبيب
الحب الصادق هو أن تحطم الحواجز والقيود
الحب الصادق هو أن تخسر الكثير لتكسب رضى الحبيب
وكل هذا لا يأتي الا بالتضحية
فكيف يحبني وعندما احتاج ان يقف معي أجده يبتعد عني
بعكس لو وجدتُ شخصا يحبني ويقدرني ويقدم لي أي شي من تضحيات ويفديني بنفسه وحياته وماله وحتى كرامته عندها سأعطيه قلبي ويكون ملكه هو لا ملك احد غيره
قد يبيع الإنسان شيئاً قد شراه.. ولكن لا يبيع قلبا قد هواه
واذا كان يستحق ان أعطيه قلبي الا يستحق ان أعطيه كرامتي ؟
نظر عاشق إلى محبوبته فآرتعدت فرائصه وغشي عليه، فقيل لحكيم ، ما الذي أصابه؟ فقال؟ نظر إلى من يحبه فانفرج له قلبه، فتحرك الجسم بانفراج القلب ، فقيل له..
نحن نحب أولادنا وأهلنا ولا يصيبنا ذلك ، فقال تلك محبة العقل وهذه محبة الروح...
واذا كانت محبة العقل وهو حب أهلنا وأولادنا يتطلب منا التضحية والتنازل عن كرامتنا لأجلهم
فكيف بمحبة الروح وهو القلب الذي ينبض والعقل الذي يفكر والإحساس الذي ينطق والعين التي تشهد والجسد الذي يتغذي بهذه الروح والروح التي تتمنى ان تجتمع بالروح التي أحبتها وهو ماء الحياة وغذاء الروح وقوت النفس
الا يتطلب منا كل هذا التضحية والتنازل عن الكرامة ؟؟
وليس كل محبة يقال عنها محبة الروح فتلك تنسى او تتغير وتتبدل في أي وقت او ظرف او حتى من اجل كرامتنا
اما محبة الروح فلا تتغير ولا تنسى حتى لو نزعت الروح من الجسد
فمن السهل أن ينسى الانسان نفسه ...لكن من الصعب ان ينسى نفس سكنت نفسه
شيئان لا تستطيع تغييرهما في حياتك ...الماضي .... والحب الحقيقي ...
والحب الحقيقي هو تعلق روح بروح ، واشتباك نفس بنفس ، دون النظـر إلى جمال جسد ، أو حسن مظهر.
ولو وجدت محبة الروح ستكون هي اكبر وأثمن وأغلى من التضحية والحفاظ على الكرامة ولا يعرف معنى محبة الروح الا من تعلق روحه بمن يحب وأصبحا جسدان بروح واحدة
فالحبيب الذي يضحي من اجل من يحب خصوصا قبل الزواج سيكون من الصعب ان يهين كرامته او يقلل من شانه بعد الزواج سواء كان رجلا ام امرأة
لذلك فقلبي هو كرامتي لأنني اذا أعطيت قلبي لمن يستحق ملكه فاني سأعطيه كرامتي وهو بدوره سيحافظ علي من كل شي
سيكون قلبي هو قلبه وستكون كرامتي هي نفسه وروحه
وأكون بذلك ظفرت بالقلب وبالكرامة في وقت واحد
بعكس لو أحببتُ احدا وهو لا يبادلني أي شعور واه
بحيث أغلق مفاتيح قلبه وألقاها في سراديب النسيان فهنا كرامتي أهم من قلبي واذا أعطيته قلبي أكون فعلا قد خسرتُ الكثير من كرامتي من اجل شخص لا يستحق عندها سأخسر قلبي وكرامتي معا
الم اقل لك ان القلب هو الكرامة
فسألني ما خطبك ، هل تريدين المزيد حتى تقتنعي ؟؟ فأجبت بنعم
فقال لي حسنا ،،، سأحدثك عن المزيد فاسمعي وحاولي ان تفهمي
فالمرأة اذا أحبت رجلا حافظت على رجولته أي كرامته ولا تقبل او تسمح لاي شخص ان يهينه او حتى تسمح لنفسها ان تهينه او تقلل من احترامه وكرامته سواء كان مع الناس او حتى مع نفسها
كذلك الرجل اذا أحب امرأة فلن يسمح لاي شخص ان يهينها لان كرامتها ستكون من كرامته هو ولن يرضى على نفسه ان يشعرها بالذل والهوان حتى معه
فالحب هو أن تقدس من تحب لا أن تخدش حياءه وكرامته
اما اذا أحببت انا شخصا وبعدها ابتعدت عنه لان الأمر يحتاج الى التنازل ولو بشي من الكرامة
وقتها لن يكون حبا ينبض بالوفاء والتضحية وسيكون حبا يغلب عليه الانانيه
فهنا ستكون كرامتي ليس قلبي لاني عندما حافظت على كرامتي فهو من اجلي انا ومن اجل نفسي وليس من اجل قلبي وحبي
لذلك يقال يجب على المرأة ان تتزوج بمن يحبها لا ان تتزوج بمن تحبه
لانها اذا تزوجت بمن يحبها فإنها ستأسر قلبه ويكرمها ويدللها ولا يقبل لها بالذل والاهانه ابد ولا يجعلها تحتاج الى احد ويخاف عليها وعلى زعلها واذا حدث لهما زعل هو من يقوم بإرضائها
فكلّما ازداد حب الشخص تضاعف خوفه من الإساءة إلى من يحب
وسوف تحبه بعدها لحسن خلقه وحبه لها وقتها ستفوز بالقلب والكرامة
اما اذا تزوجت بمن تحبه هي وهو لا يحبها فانه سوف يهين كرامتها واذا طلبت أي شي فانه لا يهمه ان ينفذ ما تطلبه ام لا واذا زعلت طنشها ولم يبدي لها أي اه
واذا حدث لهما أي زعل هي التي ترضيه وتخاف عليه اما بالنسبة له فلا يهمه شي ويقول لها انت الذي تحبيني اذن تحملي
وهنا ستخسر كرامتها أولا ومن ثم قلبها لأنها شيئا فشيئا سوف تكرهه لسؤء تصرفه وتكون بذلك تخسر الاثنين معا
إذن فقلبي هو كرامتي لأني اذا وضعت قلبي في يد أمينه فان كرامتي أيضا ستكون في يد أمينه
كذلك الأمر اذا وضعت قلبي لمن لا يستحقه فاني بذلك سأخسر قلبي وكرامتي
لكن كرامتي ليس قلبي لأنني ربما أحافظ على كرامتي من اجل نفسي فقط وفي كل شي ومع جميع الناس لكن قلبي يبقي بعيدا كل البعد عن هذه الكرامة
فهل اقتنعت الآن ام تحتاجي إلى المزيد ؟
فقلت كفي فما زدته لم يزدني الا يقينا وإقناعا
ان قلبي هو كرامتي ،،،،،، لكن كرامتي ليس هي قلبي
فما رأيكم انتم ؟؟؟